الانتقام في زمن الكورونا – سوسن محفوظ
( إنه المال ولا شك الذى استطاع ( بيل ماكسويل ) بواسطته تعديل أقوال الشاهد لصالحه واعطائهم وصف اَخر للرجل الذى ادعت عليه (ساندرا جاكوب ) باغتصابها دون رغبتها .. إن تلك القضية لا تعد الأولى في حق السيد (بيل ) وربما لن تكون الأخيرة مادام باستطاعته شراء ما يريده بالمال )… هكذا كان مراسل قناة ال السي إن إن الاخبارية يتحدث من أمام المحكمة معلقًا على تلك القضية التي أضفى إليها شهرة صاحبها المزيد من الشهرة أيضا ..
وعلى الرغم من القواعد المفروضة من تجنب الزحام والتجمعات البشرية خوفًا من انتشار فيروس كورونا إلا أن مجموعة من مراسلي وكالات الأنباء والصحف والقنوات التلفزيونية بالخارج كانوا ينتظرون النطق بالحكم للتعليق على القضية فيم كان بعضهم يلاحق ( ساندرا ) للتعقيب على قرار القاضي وهى تعلنها للجميع أنها ستنتقم بطريقتها .
فيم انبرى ( جورج واتسون) أحد أشهر المحامين الجنائين والذى كان يحضر الجلسة ليعلن أمام كل وسائل الأعلام المقرؤة والمسموعة والمرئية أنه سيتطوع للدفاع عن (ساندرا) مجانيًا دون تقاضى أي أتعاب منها وسيقوم برفع قضية لها من جديد أمام دائرة قضائية أخرى وهيئة محلفين جدد .. مختتما حديثه بالقول ” إنها العدالة يا سادة والتي لا بد أن نبحث عنها مهما كلفنا الأمر .”
لم تصدق (ساندرا) ما سمعته من أشهر المحامين في البلاد ، والذى يقف مبتسمًا لها عارضًا عليها الدفاع في قضيتها ، كادت ترتمى في أحضان الرجل الخمسيني لولا أن تمالكت نفسها وهى تتناول يده وتشدَّ عليهما ممتنة وسعيدة .
كانت لقطة تناولتها كل الصحف تقريبًا وهى تعنون لها بأن فصلًا جديدًا في قضية (ساندرا، بيل) سيبدأ من جديد ، وأن نهاية القضية لم تُكتب بعد.
