البحر صالح مرسي

كنت ابحث في المكتبة عن كتاب يرؤي ظمأ قلبي ويغذي عقلي، فوجدت ذلك الكتاب، هذه ليست أول تجربة مع ذلك الكاتب ولكن في كل مرة يخطفني إلي عالمه الخاص، الذي يضع قوانينه بدقة يجعلني اغوص وابحر في التفاصيل والمشاعر والأحاسيس التي تجعلني التهم صفحات الكتاب مرة واحدة.
قرأت للصحفي صالح مرسي قبل ذلك كتاب السجين وأعجبت به كثيراً، وعندما بحثت مرة أخري عن كتاب وجدت ذلك أمامي وبدون تفكير اقتنيت الكتاب ليكون هو أول رواية اقرأها في العام الجديد.
#البحر #صالح_مرسي
كان مؤلف هذا الكتاب_ لسبع سنوات من صدر شبابه _بحاراً طاف بأغلب بلدان العالم وموانيها، وعندما اعتزل البحر ليعمل بالصحافة سنة 1956 كان حنينه الي البحر يغلبه دائمًا حتي حانت له الفرصة للقيام برحلة بحرية، كان التردد والحيرة والخوف والقلق بادئ علي ملامحه خاصًا وهو تارك خلفة زوجة وابنه لم تتجاوز شهر من العمر، وفي ذلك الرحلة طاف فيها أحدي سفن الأسطول التجاري المصري بمواني جنوب أوربا وإيطاليا يوغسلافيا، البرتغال، اسبانيا، ثم عبر الي المحيط وجزر الازورس بقايا اروبا اتلانتيك المفقودة وسط المحيط الأطلسي، ثم كندا حتي بحيرة افتاريو التي تطل علي الولايات المتحدة الأمريكية.
كان غيابة عن البحر قد طال لسنوات خمس ولكنها كانت كافية للتأمل وإعادة النظر وكانت كافية لأن يعيش رحلته هذه بكل ما يملك حيال البحر من شوق .. غير أن اروع ما كان في هذه الرحلة أن قائد السفينة _بور سعيد_ التي طافت من المحيط الأطلسي إلي بحر الظلمات كان زميلاً له قديمًا ايام عمله في البحر، وهو الأهم وهو معروف بشخصيته الهادئة المتزنه الواعية، وهو يدعي عطية عبد الله، وكان طاقم السفينة كله يعرفه من القبطان سعيد بلبع والضابط الاول والضابط الثاني وفاخر وعبد المنعم عاش المؤلف حياة البحر من جديد بكل ما فيها من كراكيب وكل ما تحويه.
ففي 184 صفحة باللغة العربية السهله البسيطة بهذه الرحلة حتي وصل الي لشبونة وهي عاصمة البرتغال وكانوا يحكون عنها الكثير والكثير فـ دار هو فيها كما دار في كل مكان زراه، واكتشف انها بلده حزينة، وبعد ذلك يتعرضون الي عدة مأزق وينقطع الارسال عنهم ويعيشون ايام كثيرة في ظلام تام وضباب وتحدث أشياء عدة في مصر ولم يعملوا ما حدث وتنقطع الاخبار، ويتحلوا بالصبر حتي ينكشف هذا المأزق هل سيعودن مصر الحبيبة أم سيصبحون صيد الاسماك في البحر؟ وهذا هو ما سوف تعرفة عند قراءتك للرواية.
#نجاة_ناصر