
رواية أنفاسٌ ثالثة
“«يوسف ” أتدري شيئًا عن عطش القلوب وفزع الكواسر ؟!”
أنا الآن أمزقُ، والشوقُ وحشٌ لا يميته إلا «عناق» ! كتبتها «عهد» إليه، وتركته يكتب ويكتب .. ، ورغم أنه لاحظ فرارها بانطفاء تلك الدائرة الخضراء بجوار اسمها، إلا أنه لم يتوقف، وجعل أصابعه تنقر وتنقر فوق لوحة المفاتيح أمامه .. ألا ليت قلبه يدق فوقها مرة.
أولا: فكرة الرواية
الفكرة حديثة ومعاصرة وتمس عور سلوكي مجتمعي (عربي) للأسف في المقام الأول، أعجبتني الفكرة بالقطع لكن ما أعجبني أكثر هو استخدام الكاتبة لأدواتها في مستهل الرواية والتي لم تسكب بواسطتها الأستاذة دعاء بشكل مباشر مكنون فكرتها، بل دست القاريء الأحداث بشكل تشويقي رائع، جعلني أنا شخصيا كقاريء متمرس هنا الآن لأعطي هذه الموهبة حقها عليّ.
ثانيا: اختيار الأسماء لأبطال الرواية
أبدعت الأستاذة دعاء في تسمية أبطال روايتها وكان اسقاط كل اسم مناسب تماما لما تود الكاتبة إيصاله من قيم وليس ما هو عليه من حقيقة سلوك أو صفات وأنا هنا ارفع القبعة لاسم عائشة ورسائلها ولاسم عهد وحلمها الجميل.
ثالثا: الحبكة الروائية، السرد، الحوار، والتنوير
رواية أنفاس ثالثة تبدو لمن يقرأها وكأنها الرواية العاشرة مثلا للكاتبة، تعجبت جدا عندما علمت أنا الرواية الثانية للكاتبة فقط، الحبكة الروائية جيدة جدا والسرد مشوق ورائع والحوار متنوع وأخاذ والكشف والتنوير ابداع أدبي ينم عن خبرة كاتب مخضرم وليس كاتبة مبتدأة نظرا لكونها ثاني عمل روائي لها.
رابعا: المعالجة
استيفاء الكاتبة للبعد النفسي لكل شخصية جعل معالجتها أشبه بأكياس الدم المعلقة فوق حامل والتي وصلتها الأستاذة دعاء بأوردة قرائها بينما ضبطت ترس التقطير على الشفاء الفوري لكل نفس سوف تقرأ هذه الرواية، تنساب أحرفها في أوردة القاريء حقا فتنقي دمه فورا وكأن بكلماتها السحر، نعم صدق من قال: “إن من البيان لسحرا”.
خامسا: إهداء آخر الرواية
كلمات الإهداء هي من أبسط الكلمات داخل هذه التحفة الأدبية (أنفاسٌ ثالثة) ، لكن إن ذلك الإهداء على بساطة كلمات الأستاذة فيه قد جاء صادقا جدا ورائع جدا ومخلص جدا