
رواية قطار العودة – امنية شفيق
” فتلك اللحظات التي كنت أحلم بها منذ سبع سنوات مضت لم تكن بمثل هذا الصفاء والجمال الذي بعثرته في نفسي أحلامي؛ فقد تجمعت كل ذكريات تلك السنين الفائتة لتمر أمامي مستظلة بمسيرة الأشجار والبيوت القائمة على جانب قضبان القطار، ولتثير شجوني. كما أن لحظات الوداع التي عشتها قبل ساعات أضافت لقلبي المزيد من الأحزان، وكانت تستحق أن تُسطر فقد كانت أقسى من أن احتمل حملها داخلي؛ فبمجرد صعودي للقطار واستقراري على المقعد المختار، أخرجت مفكرتي التي حرصت دائمًا على تدوين كل ما حدث أثناء تلك السنوات فيها، وكأني بذلك أَعِدُّها لأن تكون ذكريات وماضيًا لا أريد له الحضور في المستقبل، حالة عابرة لا يجب أن تمضي إلا لنهايتها، لم أكن أدري متى ستنتهي على وجه التحديد، ولكنني عشت في انتظار ذلك اليوم الذي أعود فيه إلى بلدي وأخط كلمة النهاية في مذكراتي لأتمم هذا الفصل من حياتي.. فتحت المفكرة، وبدلا من أشرع لاستكمال كتابتها، كأنها همست بي لأقرأ ما دوَّنتهُ بها..”