
كلمات من نور – حسن خليل
كلمات من نور (في خلق الحيوانات والطيور )
معلومات عن العمل:
اسم العمل: كلمات من نور (في خلق الحيوانات والطيور )
المؤلف: حسن خليل
الناشر: دار غراب للنشر والتوزيع
تصميم الغلاف : ايمان صلاح
نبذه عن العمل:
انبعاث النور
عندما تخرج منك الكلمات بغير شعور، فتطرب الآذان، وتحن
إليها القلوب التي في الصدور أو تخط بيمينك العلم في
السطور، فيذهل العقول وتسرى الكلمات في سماء العلم
تدور، فاعلم أنه ليس منك، وإنما سرى فيك النور، فلا تبحث
عن العلم، ولا تبحث عن المعرفة، ولكن ابحث عن مصدر النور.
اقتباس
قال تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) (الأنعام 38).
والدابة هى كل ما دب على الأرض بأرجل، والطائر هو كل ما كان له جناحين، إلا القليل، ويذكرنا الله تعالى، بل وينبهنا بأنها أمم أمثالنا، لها قواعدها الخاصة، وقوانينها، وأعرافها، وإن كنا لا نعرف عنها الكثير، ولكن عرفنا منها القائد، كالنملة، والجندى كالهدهد، والمعلم كالغراب، والمحارب، كالطير الأبابيل، وعرفنا منها ما يعمل فى جماعة كالنحل، وما يعمل منفردا كالنمس، وما ذكر الله لنا أنها أمم إلا لنعتبر، ونتدبر فى حكمة خلقه لها، ونتدبر فى بقائها وانقراضها، فمنها من بقى برغم طول الزمان، ومنها من أهلكه الزمان، وضاق به المكان، فالديناصور رغم قوته الهائلة، فى السماء والأرض بل والماء، انقرض بعد فترة من الزمان، والنملة رغم ضعفها وقلة حجمها بقيت مهما مر الزمان، فعلمنا بأن القوة ليست سببا للبقاء، ولا الضعف سببا للفناء، واستنبطنا بأن يكون الذكاء هو سبب البقاء، فمن يجارى تغيرات الزمان والمكان، سبيله البقاء، ومن لم يستطع فسبيله الفناء.
ومن الحكمة أيضا ، النظر إلى سلوك الحيوان، ففيها العجب والعبر، فمنها الوحشى المفترس، كذوات الأنياب، ومنها الضعيف الجبان، كالصغير من الثدييات، ومنها الذكى ، ومنها الغبى، ومنها الماكر، ومنها الطيب، ومنها المغرور، ومنها المتواضع، ومنها المتطفل، ومنها المتعاون، ومنها الضار ومنها النافع، ولو نظرنا لوجدنا فيها كل الصفات، والتى قد تكون سببا إما لبقاء الحيوان، وإما لفنائه.
ومن الحكمة أيضا أن ننظر إلى ما ينقرض منها وما يبقى، ولو دققنا النظر لوجدنا أن من يعمل منها فى جماعة يطول بقاؤه، ومن يعمل منفردا وحيدا يسارع بانقراضه، فكأنما السر فى العيش وطول العمر هو العمل فى جماعة.
ومن أعجب أسرار البقاء، هو التكيف مع البيئة المحيطة، فقد يهلك حيوانات المنطقة الحارة فى البرد، ويهلك حيوانات المنطقة الباردة فى الحر، ولكن نجد لكل منها تكيف عجيب مع البيئة، فمنها من ينام طول الشتاء (البيات الشتوى) ومنها ما يخرج فى الليل أو يغوص فى الماء، أو يدفن نفسه فى الأرض تجنبا للحرارة.
فكل يعرف كيف يتجنب ما يضره، فإن لم يفعل فقد سارع بهلاكه.
وقد تعلم منها الإنسان الكثير، فطار كالطيور، وسبح كالأسماك، وغاص فى الماء، فسبحان من علم الأنسان بخلق الحيوان.
قال تعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) (لقمان 11)